الرعاية الشخصية لعلاج سرطان الثدي: التميز في المعهد الأوروبي للأورام
يقوم علاج سرطان الثدي على الجراحة المرتبطة بالعلاج الإشعاعي والعلاج الدوائي وفقًا لحالة معينة. عنصر التميّز الذي يتسم به برنامج الثدي بالمعهد الأوروبي للأورام هو المعرفة البيولوجية الدقيقة لكل ورم على حدة قبل بدء العلاج. فعلاج السرطان هو نظام يجمع ما بين كفاءات والتخصصات التي تحدد معًا كل قرار علاجي وتدرس حالة كل مريض وتضعها تحت المراقبة.
تُعد المناقشة متعددة الاختصاصات التي تدور بين أعضاء البرنامج حاسمة في تخصيص الرعاية: تخضع كل حالة على حدة للنقاش في نوعيتها مع الخصائص البيولوجية للمرض، والخصائص الفيزيائية والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي ومع تمييز الاحتياجات النفسية والتوقعات.
تدور هذه المناقشة بعد الجراحة في معظم الحالات، أو قبل كل نوع من النهج العلاجي، إذا كان قطر الورم أو امتداده الموضعي يتطلبان اتخاذ قرار بإجراء جراحة أولية أو ثانوية بعد تناول العقار: تحقيقًا لهذا الغرض، في كل مرة يُعتبر فيها سرطان الثدي متمددًا موضعيًا (على سبيل المثال إذا تجاوز القطر 2 سم)، فسنتابع إلى الخزعة الدقيقة مع مناقشة جماعية لتحديد التوجه نحو إجراء عملية جراحية أو العلاج بالعقاقير التمهيدية المساعدة.
تحمل معرفة بيولوجيا الورم أهمية حاسمة حتى يتسنى لكل مريض الحصول على المؤشرات وفقًا لأعلى الاحتمالات فاعلية على الورم مع أدنى مستويات الضرر التي قد تلحق بنوعية حياتهم.
يتولى قسم جراحة الثدي بالمعهد الأوروبي للأورام دورًا رائدًا في العالم من حيث عدد العمليات الجراحية التي تُجرى كل عام. ويمثّل الاستئصال الربعي أو الاستئصال الجزئي، وهو استئصال آفة الثدي مع مقدار معين من الأنسجة الصحية المحيطة، ما نسبته 70% من العمليات الجراحية. ويتم إجراء استئصال الثدي لـ 30% من الحالات، هو إزالة الثدي متبوعًا بإعادة ترميم الثدي على الفور وذلك بالاعتماد على تقنيات الجراحة التجميلية الترميمية.
توضْع الآفة الخفية الموجه بالإشعاع وخزعة العقدة الليمفاوية الحارسة
تُستخدم تقنيات موضعية عندما يكون الورم غير ملموس (تكلسات دقيقة أو عقيدات صغيرة جدًا) وذلك لتجنب الأخطاء والاستئصال غير اللازم للأنسجة السليمة: ويعد "ROLL" (تحديد موضع الآفة الخفية من خلال التوجيه اللاسلكي) الذي تم اختراعه في المعهد الأوروبي من أكثر التقنيات استخدامًا حول العالم كما يتميز بأفضل النتائج، ولكن قد يفضل تحديد مناطق الجلد التي من المقرر إجراء العملية فيها.
ترتبط جراحة سرطان الثدي بجراحة تحليل الغدد الليمفاوية: ولذا تعد تقنية اختزاع العقدة الليمفاوية الخافرة من أكثر التقنيات شيوعًا، حيث يعمل علي استئصال العقدة اللمفية الأولى التي تستقبل سائل اللمف من الجزء المصاب بالسرطان في الثدي. وفي حال ثبت عدم وجود خلايا سرطانية من تحليل العقدة الخافرة، فلا يلزم استئصال العقد الليمفاوية الأخرى في الإبط، ولكن إذا ثبت وجود خلايا سرطانية، فعند ذلك تكتمل العملية الجراحية من خلال تشريح العقد اللمفاوية (حيث يتم استئصال جميع العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط لإجراء الفحص النسيجي اللاحق).
هناك حالة خاصة تتمثل في النقائل المجهرية في العقد الحارسة، أي وجود خلايا سرطانية بأقطار تصل إلى 2مم في المجمل: وفي هذه الحالة يمكن تجنب تشريح كامل الإبط على أساس النتائج التي توصلت إليها دراسات مراكز دولية متعددة تم تنسيقها من قبل المعهد الأوروبي للأورام وأُبرمت في السنوات الأخيرة.
العلاج الإشعاعي والاستئصال لسرطان الثدي
إذا استلزم الأمر إجراء استئصال لثدي، فإن المعهد الأوروبي للأورام يقدم إعادة بناء فوري للثدي لمعظم الحالات باستخدام تقنيات تعتمد على حالة الفرد: حيث أتاح لنا التعاون بين خبراء الثدي وجراحي التقويم والتجميل تحقيق أفضل النتائج التجميلية بعد جراحة الثدي.
قد يتبع العلاج الإشعاعي كل من جراحة استئصال الثدي القطعي، وفي حالات نادرة، جراحة استئصال
العلاج الإشعاعي
يمثل العلاج الإشعاعي أحد الإجراءات المعتادة بعد جراحة سرطان الثدي في حالة
الاستئصال الربعي أو الاستئصال الجزئي. ويعرف باسم "العلاج التكميلي"
وذلك لأنه يتمم جراحة تقويم الثدي ويقلل من مخاطر الإصابة مرة أخرى. وقد يوصف العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لبعض الحالات الخاصة، وذلك إذا استلزم الأمر معالجة جدار الصدر و/أو العقد الليمفاوية. ومن المتوقع استخدام العلاج الإشعاعي في الأمراض النقيلية وذلك في الأماكن التي تستجيب بشكل جيد للعلاج بالإشعاعات المؤينة (مثل العظام).
العلاج الإشعاعي أثناء العملية
يُمثل العلاج الإشعاعي أثناء العملية إحدى علامات إجادة علاج سرطان الثدي في المعهد الأوروبي للأورام. وبفضل الدراسات التي أُجريت في المعهد الأوروبي للأورام، يمكن إجراء العلاج الإشعاعي أثناء التدخل الجراحي للاستئصال الربعي للثدي كجرعة واحدة بمعدل 21 وحدة غراي والتي تحل محل دورة علاج التشعيع بالحزمة الخارجية بشكل تام أو بجرعة مقدارها 12 وحدة غراي كجرعة مبكرة يتبعها دورة قصيرة من علاج التشعيع بالحزمة الخارجية. ويُستخدم العلاج الإشعاعي أثناء العملية في بعض حالات لاستبقاء الحلمة عند استئصال الثدي وذلك للحفاظ على مجموعة الحلمة والهالة في مكانها بالتشعيع.
استبقاء الحلمة أثناء عملية استئصال الثدي
يعد "استبقاء الحلمة" أثناء عملية استئصال الثدي أحد التقنيات الجراحية التي طورها المعهد الأوروبي للأورام منذ أكثر من عشر سنوات (حيث يرجع تاريخ أولى التدخلات الجراحية إلى عام 2002). وقد أتاح هذا الإجراء استئصال الغُدّةٌ الثَدْيِيّة مع الحفاظ على النسيج الخارجي للثدي (الجلد والحلمة) بشكل كامل مع الحفاظ على الشكل الأُنْثَوِيّ بشكل مثالي. تتم إعادة بناء الثدي في نفس الوقت مع عملية الاستئصال ويتم ذلك عادةً من خلال عمليات زراعة الثدي (جراحة الترقيع التوسيع). وقد تم تطوير هذه التقنية باستمرار على مدار السنوات الماضية. ويتم استئصال الأنسجة الموجودة خلف الهالة بشكل كامل وجذري، وبفضل التقويمات الممتازة للتقنيات الجراحية، فإن نسبة المضاعفات، وخاصة موت الأنسجة بالحلمة، منخفضة جدًا فضلًا عن أنها تنخفض باستمرار. ويتم دائمًا إجراء فحص نسيجي أثناء العملية للأنسجة التي تقع تحت الحلمة مباشرةً وذلك للتأكد من استئصال الورم. وفي الحالات التي يتبين فيها وجود تكون ورمي أو سرطان في الأنسجة من خلال الفحص النسيجي في مكان الحلمة والهالة فيجب استئصالهما في الحال. وإذا ظهرت عناصر إضافية من الفحص النسيجي النهائي، فإن تقييم الحاجة إلى إجراء تشعيع بعد العملية يقتصر على منطقة هالة حلمة الثدي أو يشمل منطقة الثدي كلها و/أو منطقة العقد الليمفاوية يتم من خلال مستشارين متعددي الاختصاصات.
العلاج الدوائي لسرطان الثدي
العلاجات الدوائية,أي أن العلاج الكيمائي و/أو العلاج الهرموني و/أو ما يُدعى بالأدوية المسْتَقْبِلَة يعتمد على الفحص النسيجي المتعلق بالعملية الجراحية.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيمائي يتألف من الأدوية والنظم العلاجية التي تختلف بناء على المريض وخصائص الورم ويُوصف العلاج الكيمائي كإجراء وقائي عندما تقترح عوامل الخطر تغطية أكبر أو في حالات سرطان الثدي التي لا تكون حساسة لهرموني الإستروجين والبروجستيرون. وقد يتم وصف العلاج الكيمائي مع العلاج الهرموني أو الأدوية المسْتَقْبِلَة ولكن لا ينطبق ذلك على جميع الحالات.
العلاج الهرموني
العلاج الهرموني وهو يعتمد على الأدوية التي تعمل على تثبيط نشاط هرمونات الإستروجين والبروجستيرون. ويتم وصف ذلك العلاج عندما يكون سرطان الثدي حساس لهذين الهرمونين ومن ثم يتم تثبيطها في الدم لفترة زمنية معينة. فهناك العديد من الأدوية ويعتمد وصفها على حالة الفرد.
أدوية المستقبلات
تُعد أدوية المستقبلات مُحددة للغاية كما ترتبط فاعليتها ببعض تفاصيل الفحص النسيجي الذي يقيم من قبل أخصائيو الأورام.